الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

الزنزانة

- كان الوقت ليلاً حين تم اقتياده الى السجن في تلك الجزيرة المعزولة عن العالم. ومنذ البداية تم وضعه في زنزانة انفرادية.
لم يكن يتكلم كثيراً مع باقي السجناء ولم يفصح لهم عن التهمة. بعضهم قال انه متهم بالانتماء الى تنظيم يساري محظور. آخرون قالوا انه متهم باغتصاب فتاة قاصر و آخرون قالوا انه متهم بقتل امراة عجوز ودهسها بسيارته عن طريق الخطأ.
كانت الزنزانة في البداية مكاناً جميلاً بالنسبة له اراحه من هموم العالم الخارجي وكل التفاصيل التافهة. رويداً رويداً بدأ يحس بثقل الوقت في الزنزانة . بدا يشعر بالروتين القاتل.
كان السجان يفرض عليهم الاستيقاظ في الساعة السادسة حيث يقدم لهم الفطور المعتاد المكون من رغيف خبز و القليل من الزعتر. ثم يتم نقلهم الى احد المواقع خارج السجن حيث يفرض عليهم العمل الشاق من السابعة حتى الثانية ظهراً في الحفر و البناء. ثم تتم اعادتهم الى السجن . يقدم لهم الغداء . ثم يمكنهم اخذ استراحة في باحة السجن الخارجية او استقبال زيارات الاهل والاصدقاء. بعدها يقدم لهم العشاء الخفيف ثم يجبرون على النوم في الساعة السادسة. 
كان هذا الروتين يقتله وزاد عليه الممارسات التسلطية لآمر السجن حيث كان يعرضهم للاذلال والضرب والصراخ . اما زملائه المسجونين فاحدهم كان متهماً بالعمالة لاسرائيل  وآخر كان متهماً بالشذوذ الجنسي وثالث متهم بالسرقة والاختلاس الى غيرهم من اصناف المجرمين. 
عبر قصاصات الجرائد تناهت الى اسماعه اخبار الثورات العربية. وما اثاره بشكل كبير شعار: "الموت ولا المذلة". فبدأ يحلم بالحرية.
الى ان قامت مجموعة من الثوار باقتحام السجن واطلاق المساجين. 
حين خرج من السجن الى فضاء الحرية لم يزر اهله ولا حبيبته. حزم حقائبه وسافر الى دولة غربية كي ينسى ظلام الزنازين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق