الخميس، 30 مايو 2013

هباء

-         هباء،
نكتب شعراً ونثراً،
ولا أحد يقرأ،
وان قرأوا لا يفهمون،
وان فهموا يصمتون.
-         هباء،
نعزف موسيقانا النخبوية،
لاناس لا يسمعون،
لاناس مشغولين بسماع موسيقى تافهة.
-         هباء،
نسير في الشوارع،
نصرخ بملء اشداقنا،
ولا احد يعرف،
سوى رجال امن يتضاحكون علينا.

-         هباء،
نتناقش وننظر ونحلل،
وكل جدالاتنا البيزنطية،
لن تخلخل شيئاً،
في هذا العالم المتهالك.
-         هباء نحلم،
وبلحظة واحدة تردى الأحلام،
برصاصة في القلب،
ولا أحد يكترث،
لدمائنا المنثورة هباء.
-         فلننسحب بصمت،
قبل ان يتكاثر ذباب المتكالبين،
حول جثثنا النازفة.
فلننسحب،
ننظف دمائنا عن الحائط،
نضمد جراحنا،
ونمضي.
عبثاً، وهماً، سراباً، غباراً،
بل هباء،
تيك هي حياتنا،
فلنمضي مع الهباء المتطاير في الريح.

هباء.

الجمعة، 24 مايو 2013

امثال شعبية 2

عنجد انو الامثال ما بتكذب . امثالنا الشعبية يا خيي نتيجة خبرات تاريخية. هلق احيان ما بتفهم هالامثال لتلاقي تطبيقاتها عالواقع.
يعني خود مثلاً  "ابنك ما تعلمو الدهر بيعلمو"، بيجو اهلك دايماً بدون يوعظوك انو يا ابني ما تعمل هيك او ما تعمل هيك وانت مراهق ومتيس وشايف الدنيا ثورة، ما بتقتنع بكلامون وبدك تنفذ مرامك.
اهلك بيحذروك انو يا ابني عقال. "ما حدا عقل وندم" و يا ما قبلك جربوا (عادل امام). بعدين "ما متت ما شفت مين مات". هيانا نحنا قبالك ونحنا مرقنا فيهون هول كلون.
واهلك آخر شي بيوصلو لقناعة انو يا خيي خلي يجرب هالشي ويتعلم. بتنفذ وبتوقع وبتتعلم.
"اللي بدو يمشي هالمشيات بدو يوقع هالوقعات". بدك تعمل وتسوي وتطلع وتنزل. من دون ما يصيبك شي. لا بدك توقع.
وانت "رايح عالحج و الناس راجعة" . بس متيس بدك تروح.
خلاصة بتكتشف قديش مهم تتعلم من تجارب اللي قبلك. يا خيي ناس كبار بالعمر خايضين تجارب اكتر منك. تعلم من نصايحون. "عنجد اللي ما عندو كبير يشتري كبير". كتير هالنصايح بتنفع وبتجنبك الوقوع باشياء كان فيك تتفاداها.
وانت لا بدك تجرب و مفكر حالك شي وغيرك بيكون جايبك مش من لانك قوي او حلو لانو في نقص بالقوة او بالحلا "من عازتنا للرجال سمينا الديك ابو علي" هاي ما قاصدين فيها شي او حدا محدد. عم احكي عن حالي خيي.
بس انت بدك تتعلم. بتتعلم بس مع الم وحسرة وندم.
بس انو الندم ما بينفع، بتجي لتندم عاشياء عملتها وما كان لازم تعملها بس خلص بيكون "عدا السبت بطيز اليهودي" بتوصل لعمر انو يا خيي هاي شغلة كان يفترض اعملها بعمر ال 18 مش 25 وبتصير تجمع ندم.

انت بدك تتعلم. وبتكون طالب اشياء من ناس عارف انو بحياتون ما رح ينفذوها. "يا طالب الدبس من طيز النمس". هيدا مزبوط كتير كمان طالب مقاومة من النظام السوري مثلاً هيدي حكينا عنها سابقاً.
ملاحظين قديش كتيرة الامثال تبع الطيز. بكرا بيقولو انو عم نستخدم الابتذال الرخيص. عراية زياد الرحباني "السكس بيجيب عالم". بكرا بيطبو الامة العربية والاسلامية على البلوغ. عم يفتشوا عن كلمة طيز. بس مش رح يلاقو هون غير حكي.
خود مثلاً "المنحوس منحوس لو حطو بطيزو فانوس". هيدا يبقى حظك بالحياة. انو تضلك منحوس. قد ما تجرب تعمل اشياء لتقدم بيطلعلك شي يرجعك لورا كم سنة. حظك تعيس وتبقى ملاحظ انو غيرك اقل منك بكتير اشياء بس يعني السلام لاسمو عاطيه. ما "الله بيعطي اللحمة للي ما عندو اضراس". هيدا مزبوط كتير كمان. اكتر ناس اغنياء هني اكتر ناس ما بيعرفو يستغلو المصاري واكتر ناس اذكياء هني اكتر ناس ما بيعرفو يستغلو ذكائون.

بتوصل لاستنتاج بالآخر انو " عقد بساطك مد اجريك". بلاهون هول الفشخات الكبار يللي عارف انو مش لالك. عارف حجمك هالقد. خليك عقد حجمك. القناعة كنز ما بيفنى. 

الاثنين، 13 مايو 2013

احزم حقائبك وارحل


-         احزم حقائبك وارحل،
لم يعد هناك شيء لتنقذه.
بلاد تحترق،
احفاد علي ومعاوية،
ويزيد والحسين،
يقتتلون انتقاماً لاجدادهم.
وموسى يتدخل عند اللزوم،
وآلهتهم تشاهدهم من عل.
-         احزم حقائبك وارحل،
لم يتبق لك شيء.
بع ارضك من دون ان تكترث لديموغرافيا الطوائف،
اترك اهلك في بيتهم الريفي،
احضر معك حسابك البنكي،
فبلاد الارض واسعة،
وكما تقول اغنية "ميتاليكا":
حيث تلقي رأسك يكون الوطن.
-         احزم حقائبك وارحل،
بلاد الارض واسعة،
وكما يقول وليد جنبلاط:
" افضل ان تكون زبالاً في نيويورك من ان تكون زعيماً وطنياً في لبنان"
فكيف اذا كنت مواطناً عادياً.
اذهب الى نيويورك ،
ولا تكترث لصراخ جدتك :
"يلعن النايورك وساعتها".
اذهب الى نيويورك ،
واعزف على قيثارتك على قارعة الطريق.

-         احزم حقائبك وارحل،
ربما الى فرانكفورت،
قد تدرس علم النفس،
تعلم من ماركوزه،
كيف تقبع رغباتك الجنسية،
في عصر الحضارة الرأسمالية،
وفي هذا الوقت،
قم بزيارة امستردام،
وضاجع ما شئت من النساء،
مثنى وثلاث ورباع،
ثم عد الى فرانكفورت،
واكمل دراسة علم النفس،
تعلم من فرويد،
كيف تقتل الاحلام في اللاوعي،
كي تنزع طعنات الفتيات الجميلات،
المغروزة في جسدك النحيل.
-         قد تعود يوماً ما،
حين يمكنك ان تنام في فراشك من دون ان يزعجك احد،
حين يمكنك ان تقود سيارتك في شوارع بيروت بهدوء،
قد تعود ربما،
حين تختفي تلك الرائحة المقرفة في الكرنتينا،
وربما قد تعود لتدفن في تلك القرية النائية،
ولكن الآن،
احزم حقائبك وارحل.

الخميس، 2 مايو 2013

هربت سمر يا رشيد


-          يا رفيق رشيد بس قبل ما نفوت بالحديث مقدمة بسيطة.
خيي انا عندي مرض مزمن :وجع بالمعدة، هيدا سببو بشكل رئيسي التعصيب يضاف عليه الاكل الهندي والكباب الحر والتدخين. وعادة بيصير في اضطرابات بالمعدة نتيجة التعصيب. لاقيت مع الوقت انو في حلين للموضوع: الحل الاول هوي الموسيقى وهيدا حل عابر، بتعزفلك ساعتين بتروق. بس الحل الاكثر جذرية كان الكتابة. الكتابة بتطلع فيها كل شي. بتصفي حسابات. بتطلع اشياء مش قادر تقولها. بعدين بترتاح المعدة.
انا عامة شاطر بالكتابة اكتر من الحكي. يمكن رهبة المواقف. الكتابة بتكتب عالرايق ما بتكون تحت ضغط وجود العامل البشري. ولما لا يتاح لالي التعبير كلاماً ساعتها بفضل الكتابة.
-          والله صحيح الحب مش قضية جدية كتير. انا كنت ما مصدقها متل ما كنت مصدق افلام الخيال العلمي تبع هوليوود.
ليك يا رشيد، انا زلمي كتير عقلاني بحسب لكل خطوة قبل ما اعملها مليون حساب وعادة بخلي عقلي يتحكم بكل خياراتي. منشان هيك في كتير تفاصيل راحت عليي بحياتي لاني بحكم عقلي قبل غريزتي. ويمكن منشان هيك زيادة علاقاتي محدودة ) يعني انك تكون انت وانسانة بفرد غرفة بالليل لوحدكون وما تعمل شي انطلاقاً من اخلاقك العالية مثلاً، هاي جرت عليي اتهامات بالمثلية. شفت الاخلاق بتطلع عاطلة  هالايام، وخاصة مع اي سمر بال Summer بلبنان).
 انا زلمي كتير عقلاني. بس هالمرة كان شي غريب، هالمرة (يمكن لاول مرة) خليت قلبي يقودني. علقت. عقولة الشيخ امام:
حب يعمل واد فكاكه
و يمشي حبه ف الزمالك
و القيامة و الفتاكة
يرموا طبعا ع المهالك
-          بهالوقت هيدا بيتغير كل شي. بتتغير تفاصيل نومك وتفاصيل حياتك. بيصير تفكيرك عم يحور ويدور حول سمر. شي مخيف رشيد. الحب مخيف رشيد. ما بتكون مفكر فيها هاي. انو شي لذيذ يابا. ايه لا منو كتير لذيذ. هيدا حب بعدك لا فكرت بزواج ولا بمسؤوليات متل ما عم تحكي انت. هيدي بدها دراسة عملية التعلق والحب، دراسة علمية من حضرتك. بعدين بدك تركزلي شوي عموضوع اللاوعي عند فرويد وكيفية تشكل الاحلام. هاي الشغلة عم تشغلني مؤخراً.
-          الحب مخيف. بتصير كل غنية، كل كلمة بغنية عم تسمعها، بتصير تعني شي. من "المزهرية" لعبادي الجوهر ل"بلاش معاندة" لسيد مكاوي. ومن "حن وانا حن" لياس خضر ل"يا بنت الناس" لعزيز مرقة (مع الفارق الفني طبعاً) وبتصير تختمها مع "مشكورة" لفؤاد سالم لاغاني اجنبية مثلاً Scars  ل Elegeion  .... الخ عقد ما في بمكتبتي الموسيقية اغاني.
-          وبطبيعة الحال واحد متلي بيكتب شعر. طبيعي يكتب قصايد. مع انو النساء هالايام ما بتتفاعل مع القصائد. في صبية قريتها قصيدة عيناك لنزار قباني وسمعتها ياها بصوت خالد الشيخ قال شو هالماساوية. او ممكن شو هالرومانسية. باي عصر عايش.
-          بعدين بيطلع انو الاخت سمر عندها مشاكل. ماشي الحال بسيطة. لا تلام. يمكن مرتبطة بحدا تاني او عندا مشاكل تانية شو بيعرفني. لا تلام. بس انو انا يابا شو جايي من اسكندينافيا وعم عاني من الرفاهية الزائدة.
-          احدى الصديقات الفايسبوكيات بتحطلي هالمقطع لمحمود درويش لتزيد الطين بلة:
هي لا تحبك انت
يعجبها مجازك
انت شاعرها
وهذا كل ما في الامر

-          ليس. صرت لاحظلك سمر عم تتهرب مني او تهرب مني. يابا كاني شي بعبع. يا خيي قسماً بالزهر والسنابل، ما باكل عالم انا. بس يا اخي خلص سمر بدها تهرب. سمر هربت. شو بقعد بلحقها.
-          خلي هالحكمة يللي كنت مفكرها اجنبية وسامعها بغنية  RAP . لمين بدك ياها تطلع لجبران خليل جبران. خلي هالحكمة تقود مش القلب:

“If you love somebody, let them go, for if they return, they were always yours. If they don't, they never were.”