الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

شتان ما بين الثريا والثرى

الدهر كالدهر والايام واحدة
والناس كالناس والدنيا لمن غلبا
هكذا يقول ابو العلاء المعري.
لكننا نقول ان الدهر ليس كالدهر والايام ليست واحدة وان الناس ليسوا كالناس لكن الدنيا لمن غلبا.
والدنيا اهدت مجدها لمن ضحى بدمائه، اهدت مجدها ونصرها لشهداء جمول وتحاول مكافأتهم يوميا فتعجز. أما الناس فبطبعهم النسيان فهم تناسوا التاريخ وغرقوا في لجج النظام البورجوازي الكولونيالي كما وصفه شهيدنا مهدي عامل.
اذكر جمول ومهدي عامل فاخجل.
اخجل من نفسي اولا ومن رفاقي ثانية.  
وهنا اتوجه بكلامي الى الكل كي لا يظن احدهم/  احداهن انه مقصود / ة وابتدأ من نفسي أولاً (بالعامية مني وجر الدور).
حقا ان الدهر ليس كالدهر.
بم يفكر اي منا حين يستشهد بمهدي عامل او حسين مروة مثلاً. هل لدى اي احد منا القدرة على انتاج جزء مما انتجوه فكرياً.
ماذا تظن اي رفيقة حين تتغنى بلولا عبود مثلاً. اترى يا رفيقاتي هل تمتلك احداكن جرأة او شجاعة لولا عبود حين كتبت رسالة وداعية لأهلها تعلمهم فيها انها تتخلى عن كل شيء من اجل قضية الوطن.
وبم يعتقد اي منا حين نفتخر بجمال ساطي وغيره المئات من ابطال جمول، هل لدى اي احد منا امكانية الارتقاء الى بطولات هؤلاء الرفاق.

وهل من يدعو اليوم من قياديي اليسار الى اعادة احياء المقاومة الوطنية وهي خطوة ضرورية اليوم لمواجهة الفاشية الجديدة الممتدة من داعش الى اسرائيل، هل يدرك واقعية او امكانية تحقيق هكذا طرح امام اليسار. هل هناك من جورج حاوي او محسن ابراهيم او غيرهم من القيادات ليتكلف بمهمة كهذه. وهل يمكننا الزج بشبابنا المخلص في معركة لا ندرك حجمها وحجمنا امامها.
اتمنى ان لا ينطبق علينا قول كارل ماركس عن تكرار التاريخ نفسه بصورة مهزلة او مأساة.
لا أقول هذا الكلام لاحباط معنويات الرفاق الذين ادرك صدق نضالهم ولكن كي نكون على قدر المسؤولية فنحن امامنا عمل كثير فيما نحن نتكلم كثيراً. نحن جيل الواتساب . فيما نلتقي بكثير من المقاومين ونرى الى اي مدى يصلون بتواضعهم وحيائهم. بعضهم يخجل ان ياخذ صورة حتى فيما نقضي ايامنا بوضع صورنا على الفايسبوك كلما تحركنا. تراهم صامتين ولكنهم لو حكوا لديهم الكثير ليقولوه عن نضالاتهم فيما لا نملك شيئأ حقيقياُ لنخبره.
ان الدهر ليس كالدهر. وشتان ما بين الثريا والثرى. نحن مجرد تقليد باهت لامجاد مضت.
لكننا نحلم ولا ملجا لهذا الحلم الا بيت واحد جمول وحزب جمول.
لولا الحلم لم نلجأ الى هذا البيت. لم نلجأ الا لان دمنا احمر ولاننا حين لجأنا ورغم كل العرقيل التي تصادفنا وكل المهاترات وغيرها يظل هناك دم في عروقنا ينبض احمراً. يقول لنا هنا بيتكم فلا تتركوه ينهدم.
وكي لا ينهدم علينا العمل وتخفيف الكلام. فلنخفف قليلاً من الضوضاء الفارغة.
ونختم مع ابي العلاء كما بدأنا:
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد.
فلنخفف الوطء احتراماً لارواح من ماتوا.
"يا هذا الطارق أبواب الموتى
ضوضائك تفزعنا
وتقض مضاجعنا
فارجع لا ترجعنا
لا تحرمنا النسيان
يا أحبابي الفقراء
يا أحبابي الغرباء
كنتم أبداً عظماء
يدعونا كي نرجع
لم يبق لدينا أرجل
لكنا سوف نسير ومياه النهر تسير
وشموس الأفق تسير وتراب الأرض يسير
ونظل نسير نسير "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق