الاثنين، 19 أبريل 2010

حول "تكريم المجلس الثقافي للبنان الجنوبي لكريم مروّة"


http://www.jammoull.net/Forum/showthread.php?p=88662#post88662
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1513&articleId=1855&ChannelId=35147&Author=صقر ابو فخر
مبروك للرفيق " كريم مروة " كتابه «نحو نهضة جديدة لليسار في العالم العربي» .
ولكن جملة ملاحظات اولية على الاحتفاء بالكتاب لا تكتمل الا بعد قراءته . ليس نقداً او تجريحاً . ولكن اسئلة لا بد منها حول الكلمات التي القيت :
1- هل تستقيم النهضة مع التحرر من الايديولوجيا حسب طارق متري . يسار بدون ايديولوجيا . سؤال قيد الدرس؟ يجدر بنا قراء ريجيس دوبريه مراراً . قد تكون الايديوليوجيا محكومة بالفشل ولكن لا امل خارج اليسار . هكذا يخلص دوبريه ومروة ايضاً . واليسار ايديولوجية وكلام الوزير ايديولوجية و اي كلام ايديولوجية . فكيف السبيل الى النهضة؟
2- ثم الا يعرف الوزير ان اليسار متحرر اصلاً من الرؤية الثنائية " بن لادن - بوش " . ام تراه يحسبنا على محور بن لادن مثلاً . هل رأى يسارياً يستشهد بشيخ الاسلام ابن تيمية مثلاً . وان كنا نعرف ان بعض يسار الاعتدال التقى كوندوليزا رايس . وهذا اليسار يعرفه الوزير تحديداً .
3- وقال الوزير : "ينطلق في رسم الملامح العامة للمشروع الجديد لليسار في العالم العربي من إعادة الإعتبار الى السياسة... وتشترط إعادة الإعتبار هذه تحرير العمل السياسي من الآفات الشائعة في بلداننا باسم السياسة، أي النفاق والخداع والتزوير والعناد والإفساد وإثارة الغرائز، والتي يعرفها اهل اليسار كسواهم، وفي بعض الحالات أكثر منهم. " قد يعرف اهل اليسار النفاق والخداع و الافساد والتزوير ولكن اكثر من غيرهم . اشك بذلك . والا لكانوا وصلوا الى سلطة الوزير . هذه كلها في ميل واثارة الغرائز التي يتقنها النظام اللبناني بملله ونحله في ميل آخر . اثارة غرائز يسارية . دفاعاً عن عمامة شيخ او حجاب او كنيسة ؟؟؟؟؟
4- و يتابع معاليه : "كما تتلازم عنده مع احترام التنوع وحق الأفراد والجهات في التعبير عن اختلافها ويدفعه ذلك الى الدعوة الى القطيعة مع ممارسة سادت لدى المجموعات السياسية، لا سيما الحركات التقدمية، والتي أعطت نفسها حق اتهام من يعارضها وقمع المختلف وتخوينه وممارسة العنف ضده، الفعلي والمعنوي، وذلك باسم امتلاك الحقيقة واحتكارها، ولعله في ذلك يضع تحت السؤال القاسي تلك النظرية المعرفية التي يحسب أصحابها أن منظومة افكارهم علم فيما هي ايدويولوجيا أو وعي زائف عند سواهم".
هل فعلاً الحركات التقدمية هي التي خونت او قمعت . اذا كان الحديث عن الاتحاد السوفياتي قد يكون صحيحاً واذا كان الحديث عن الانظمة العربية "التقدمية " ( بين قوسين ) قد يكون صحيحاً ولكن بما ان اطار الحديث عن اليسار العربي وتحديداً الشيوعيين اشك في صحته فهذا اليسار لم يصل يوماً الى السلطة ( باستثناء اليمن ) ليخون ويقمع . دائماً كان مقموعاً ومغتالاً من : المهدي بن بركة الى فرج الله الحلو ومن عبد الخالق محجوب الى فهد ومن شهدي عطية الى كمال جنبلاط .
ممارسة العنف من اليسار العربي – موضوع الحديث – كانت موجودة ولكنها غالباً كانت ضد اسرائيل والانظمة القامعة . ولا تعدم بعض الاستثناءات كي لا نتهم باحتكار الحقيقة .
5- و دائماً حسب الوزير " الالمعي " (حسب الكاتب صقر ابو فخر في السفير ) يضع الكتاب بناء الدولة في مقدمة الاولويات فمن حقنا هنا ان نتسائل . اي دولة ؟ "دولة ديمقراطية لا متسلطة او دولة الحق والمواطنة". كيف ؟ اهي الدولة التي يمثل الوزير جزءاً منها . لا اعتقد انها كذلك ...
ويتابع الوزير : " البعض لا يجد حرجاً في ان يبقى مشروع الدولة معلقاً والبلد بمثابة ارض منازلة لا مجرد مواجهة لعدوان اسرائيل المتمادي". مشروع الدولة الذي يتكلم عنه الوزير معلق من 1943 بل ما قبل 1943. وهو نفس المشروع يتتابع . هل من فرق بين ميشال شيحا و رفيق الحريري ؟ ثم حسناً يستنتج الوزير ان ارض المنازلة هذه فرضها "عدوان اسرائيل " الذي لم تقوم الدولة المعلقة بمواجهته .
6- أما فيصل دراج (فلسطين) فقد قال : " إن كريم مروة يعتقد ان أي نهضة ممكنة لليسار تتضمن نهضة لليمين في الوقت نفسه لأن لا يسار بلا يمين " . اين سامي الجميل لننهض (مثله جوزف ابو خليل في الحفل) ؟
7- رأى الطاهر لبيب (تونس) "إن ما أنجزه اليسار العربي معرفياً، في تاريخه المحدود، كان، على صعيد الفكر السياسي، أرقى بكثير مما أنجزته التيارات السياسية الأخرى، ولا يقل أهمية عما أنجزه اليسار الأوروبي. ولهذا استغرب الطاهر لبيب كيف ينكل اليساريون بتاريخهم مع أن أهم مثقفي المرحلة الماضية كانوا يساريين." . شكراً له على الاعتراف بتراث اليسار العربي وعلى نقده التنكيل بالتاريخ . و نتمنى ان لا يكون الكتاب مناسبة للتنكيل . مع ان النقد ضرورة ولكن جلد الذات ليس ضرورة .
8- الطاهر لبيب و انور مغيث يريان ان لغة الكتاب ليست استفزازية و لا تحريضية كمعظم الكتابات اليسارية . ايجدر باليسار ان يصفق ويمدح للطبقات الحاكمة . ايجدر باي مثقف ان يتوقف عن التحريض . اقرأوا ادوارد سعيد يا سادة . لا وظيفة للمثقف الا التحريض على التفكير ولا دور له الا بمقارعة الطبقات الحاكمة .
9- اما حبيب صادق فرأى ان كريم مروة كان أحد ثلاثة أعلام في الفكر اليساري في لبنان. والاثنان الآخران هما: حسين مروة ومهدي عامل. المقارنة قد لا تكون جائزة و خاصة مع " مهدي عامل " .... لان مهدي عامل لم يتكرر وكم نتمنى ان يتكرر .
وتحية لحبيب صادق ولكن ... اين اصبح المنبر الديموقراطي ... اتراه يائس من وليد بيك ....
وتبقى مطالبته محقة :" اليسار الماركسي برغم هزاله وتشتته، بأن ينتفض من ركوده المزمن وبطالته الفكرية، ويتقدم من جديد للقيام بدوره الطليعي في جمع أطراف اليسار الديموقراطي العلماني والتوافق معها على صوغ برنامج نهضوي جديد، وتحديد آليات التنفيذ المرحلي باتجاه تحقيق الديموقراطية والمساواة والعدالة الإجتماعية، بأفق اشتراكي، وإقرار علمنة الدولة ومبدأ المواطنة وتحديث المجتمع وتعزيز الحركة العربية الديموقراطية النضالية، والسعي المنهجي الدؤوب الى تحرير الأرض العربية المحتلة بشتى السبل المتاحة، في فلسطين والجولان وفي جنوب لبنان "
10- أما صاحب الكتاب فقال : "إن أخطاء كثيرة ارتكبها اليسار، ولا بد من نقدها. ولو لم يكن الغلط فادحاً لما كان حالنا على ما هو عليه الآن. لكنه أكد أن من دون اليسار لا تغيير على الاطلاق." كلام صحيح مئة بالمئة . ولكن ما العمل ؟ تختلف الطرق والهدف واحد يا رفيق . فلنعمل على تجديد اليسار ولكن من دون الاستعانة باليمين ربما.
الكتاب خطوة على هذا الطريق ولكن نقده ايضاً خطوة كما طالب مروة نفسه .
واخيراً تبقى المقاربات الواردة اعلاه في اطار نقد رؤى متعددة للكتاب . ويبقى النقد الاهم بعد قراءة الكتاب .

احسان المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق