الجمعة، 19 يونيو 2009

بيروت القاتلة المقتولة

بيروت القاتلة المقتولة (تحية الى الشهيدين جورج حاوي و خليل حاوي )


بيروت ،
يا قاتلة ويا مقتولة ،
لم آتيك راثياً
بل أتيتك جاثياً 
امام شهيدين ،
أتيتك راوياً أسطورتين .
بين صيفين ،
بين انتحار واغتيال 
أنت قاتلة ،
بين احتلال واستقلال 
أنت مقتولة .
صيفك دفتا الكتاب .
- يا لذاك الصيف الحار ،
بيروت المقتولة 
اطلقت رصاصة اليمة
على شاعر مكابر 
رفض الهزيمة
أردته شهيداً 
على جسره المهدم ،
وسال نجيعه
فسقى اقحوانات حمراء 
ما فتئت تنمو 
في قلب متمرد ثائر ،
عبر ببيروت الجثة الهامدة الى مصاف الانبياء ،
وأوقد جذوة المقاومة 
فكان حلمه نصب عينيه ،
لكن بيروت المقتولة 
أفاقت من موتها السريري 
للحظة واحدة 
لتقتل الحلم ،
وعادت الى فراشها القديم الجديد .
- بيروت ،
غريبة أنت،
تقتلين من يحييك 
وتحيين من يقتلك ، 
متى ستتغير طباعك ؟
لست أدري ،
لكن ما اعلمه : اني احبك ،
علمني عشقك 
شاعر مكابر 
ومتمرد ثائر ،
خطا ذات يوم بدمهما :
ان ضوء الشمس لا يبهت 
انما هي الارض تدور
فلا تقنطوا يا رفاقي ،
واجعلوا من بيروت القاتلة المقتولة 
جسراً للفجر البازغ .........

احسان المصري 

الخميس، 11 يونيو 2009

صلاة انتخابية

http://www.al-akhbar.com/ar/node/140831

الحمد لله على أنّ الانتخابات انتهت ومرّت العملية بديموقراطية توافقية وبنسبة طائفية مرتفعة، وخصوصاً بعد الحرب الأهلية الباردة الممتدة منذ 2005 واختتمت في 7 أيار الساخن، وهو قمة الانصهار الوطني.
الحمد لله انتصر فؤاد السنيورة على أسامة سعد وسحق عاطف مجدلاني نجاح واكيم وربح ميشال المر على غسان الرحباني، واخترقت الكتائب فيحاء الإسلام، وإن هاجمها الأرمن في عقر دارها فهي على استعداد لترحيلهم. واستعاد المردة جبال زغرتا، والعونيون جزين من حلفائهم الشيعة. كذلك رجع المير بتوافق مع البيك لحماية الطائفة. ولم يتدخّل رجال الدين في السياسة باستثناء تصريح البطريركية. وعمّ التجديد في الطبقة السياسية، فدخل سامي ونديم الجميّل ونايلة تويني المجلس ليمثّلوا الشباب (معاذ الله أن يكونوا قد انتُخبوا لانتماءاتهم العائلية). كذلك، أبعدنا الحزب الشيوعي عن لوائح المعارضة، كما في 2005 (لأنه لا علاقة لأنور ياسين بالمقاومة) وأقلنا حسين الحسيني بعد أن أجبرنا سليم الحص على الاعتزال، فخلت الساحة للأصوات العقلانية.
الحمد لله على أنّ السماء لا تزال زرقاء وأنّ الجميلات صوّتن صح وبالفرنسية (لهجة المستعمر الحنون ـــــ الذي أخطأ فرانز فانون في توصيفه سابقاً). وقد أدت الـ«زي ما هيي» ومقابلها الـ«متل ما هيي» دورهما في القضاء على أي أمل باختراق اللوائح.
الحمد لله لأنّه منذ الغد سيبدأ نوابنا بتطبيق السياسات الاقتصادية النيوليبرالية المعدّة لهم من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الذي يرأسه «شتراوس ـــــ كان» الاشتراكي (لا علاقة له باتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية، كي لا نثير الذعر في صفوف المواطنين). وقد وافقت المعارضة على هذه البرامج الاقتصادية المدعومة أميركياً.
الحمد لله على أنّه منذ الغد سيبدأ النواب بالالتفات إلى هموم الشعب اللبناني، فلا كهرباء مقطوعة ولا شراء خزانات مياه بعد الآن، وستدعم الدولة البنزين وستلغى الـ
TVA. أما الطرقات التي لم تزفّت بالمال الانتخابي، فسيزفتها ممثّلو الشعب العظيم بعد أول راتب يتقاضونه منه.
الحمد لله على أنّ الشباب اللبناني لن يعاني من مشكلة البطالة. لا، لن يهاجر بعد اليوم. بل إنّنا نتوقع ازدياداً في نسبة العمال الأجانب من سوريين ومصريين وسودانيين وسيرلنكيين وإثيوبيين لنسبغ عليهم فائض العنصرية. كذلك سنقوم بدعم الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية على حساب جامعات المذاهب المختلفة ومدارسها والإرساليات الباقية من زمن الاستعمار. وستقام مراكز ترفيه ومراكز ثقافية في المناطق تطبيقاً للتنمية المتوازنة أو اللامركزية الإدارية.
الحمد لله وإن شاء الله يكون الموسم السياحي ناجحاً في سويسرا الشرق كي يرتاح ميشال شيحا، وقد نُوّفق ببعض الإخوة الخليجيين لنمارس عليهم «العقلية المركنتيلية اللبنانية» (الجملة لكمال جنبلاط). غداً ننسى الانتخابات ونعود إلى السهر و«الطقش والفقش» على أنغام هيفا.
الحمد لله والشكر له، وإلى أن يصبح القانون الانتخابي نسبياً وعلى أساس لبنان دائرة واحدة وخارج القيد الطائفي... إلى أن يأتي اليوم الموعود، تصبحون على وطن... آمين...