- و شعرت بالدوار،
لم تعد قدماي تقويا على حملي،
تسري قشعريرة في كل أنحاء جسدي،
أحاول النهوض فأقع،
لم أكمل فنجان القهوة،
استجمع أنفاسي،
هو وقت التقيؤ اذن،
هذا الرفيق المزمن،
أهلاً أهلاً.
أترك المقهى،
أسير متثاقلاً،
أصل الى الملجأ،
أرتمي أرضاً،
مغمياً علي،
بين تلك الجدران الأربعة،
تضيق الدنيا،
وتهطل الذكريات،
تتهاوى كل الأحلام،
يستعاد كل الكلام المنمق،
كله كان نفاقاً،
أفلا تتعلم أيها الريفي الأحمق.
أصرخ: أينكم.
أماه أعينيني،
أبت اني احمق،
وقعت مرة أخرى في حفرة كالحمار،
ما زلت عنيداً لا أتعلم.
أنتزع تلك الخناجر المسمومة.
أطلب من الأفكار المتصارعة،
ان تعطيني برهة من الراحة،
نوماً ولو لهنيهات،
فلا أفلح.
ظللت مستيقظاً،
حتى الشفق،
تحاملت على جراحي،
ركضت في شوارع المدينة الموبوءة،
حتى المرفأ،
هناك كانت الباخرة تقف،
صعدت وتركت كل شيء ورائي،
أقطع جذرياً مع كل هذا الماضي،
لم يعد هناك أحد لكي تنقذه،
انج بنفسك أيها الريفي الأحمق
انج بنفسك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق