مرت الأعوام في غفلة مني،
وكنت غبياً، احمقاً، ساذجاً،
لم اكن اكتنه جوهر الجمال المحيط،
غرقت في مستنقعات رديئة،
ولا ادري ما انقذني منها صدفة،
ربما بسماتك المتكررة،
بل ربما نظرة واحدة غير بريئة،
كانت كفيلة بانتشالي من اعماق اللجج،
مقلتاك كانتا تقدحان شرراً يومها،
حصيلة القبل،
التي طبعتها مراراً على خدك الاسمر،
مخترقا تلك الضفائر السوداء،
وكان الشبق يبين غزيرا من عينيك،
ويتدفق كشلال من الاثارة،
قلت لشفتاي،
أن تسرق شفتيك إلى عالم آخر،
فحلقنا لهنيهة فوق هذا العالم العفن.
تعالي،
دعي كل هذا التاريخ المقيت،
ربما عبرت على رجال كثيرين،
لا اكترث لكل ماضيك،
ولا لكل ذكورية الشرق اللعين،
ما يهمني شيء سوى الآن وهنا،
تعالي،
بكل ما اوتيت من شبق،
احضرت طعاما خفيفا،
زجاجة نبيذ احمر،
وشمع يكفي لليلة حمراء،
واغنية لعبد الحليم،
او اغنية اميركية مما تسمعين،
وانتق ما شئت،
مريني فقط،
فانت الليلة تمتلكينني،
تعالي،
لا تحضري احدا الا فخذيك النحيفين،
وثدياك يخفيان نبضات سريعة،
وارتمي هنا في احضاني،
دعيني اعانق طيف رحيلك القادم،
دعيني اداعب خصرك الناعم،
دعيني اعيش قليلا خارج الافق الحالم،
تعالي ولو لمرة واحدة،
الهة الشبق،
نسهر حتى الغسق.
تعالي،
لا عيب سيدتي ان حاولنا ان نصنع عشقا عابرا،
العيب ان يمر العمر في حرمان من العشق.