- قرأت مؤخراً رواية "شريد المنازل" للكاتب اللبناني جبور الدويهي.وقد اعجبت جداً بهذه الرواية وباسلوب الدويهي.
- تدور احداث الرواية حول شاب اسمه نظام يولد لعائلة مسلمة من طرابلس ولكن يتم تبنيه لاحقاً من عائلة مسيحية في منطقة زغرتا بعد ان يواجه والده مشاكل قضائية. نظام الذي تعمد لاحقاً ظل على الهوية مسلم وهنا يحصل الالتباس الاول حول هويته الدينية : مسلم ام مسيحي.
- يبلغ نظام وينتقل الى بيروت ليتابع دراسته الجامعية فيتعرف على فتاة تنتمي الى خلية لمنظمة العمل الشيوعي وبعد ان يستأجر شقة تصبح هذه الشقة مركزاً لاجتماعات الخلية الثورية. الخلية مكونة من مجموعة اشخاص شيوعيين من نسيج المجتمع اللبناني المتنوع كالعادة.
- بعدها يفترق نظام عن فتاته الشيوعية ويغرم بفنانة تشكيلية من سكان الاشرفية. هذا الغرام يتقاطع مع بداية الحرب الاهلية. والد الفتاة يصدر لنظام بطاقة انتساب الى الجبهة اللبنانية باسم جوزف كي يتمكن من الانتقال الى المنظقة الشرقية لرؤية ابنته. هذه البطاقة ستتسبب لاحقاً بموت نظام بعد ان اكتشفها معه مسلحون من الحركة الوطنية قرب مركز سكنه في المنارة فاعتقلوه وقتلوه. وفي نهاية القصة لم يعرف اذا دفن نظام في مقابر عائلته الطرابلسية او عائلته الثانية في حورا الزغرتاوية.
- هي رواية فيها من حياة كل لبناني قليلاً وفيها من حياة اليساريين اللبنانيين كثيراً.
- محكومون نحن بان نظل شريدي المنازل بان ننزح من اريافنا الى المدينة لنتعلم او لنعمل و بان نهاجر من بلدنا الى بلدان اخرى عربية او غربية ايضاً لنفس الاهداف. محكومون بان نمر على منازل وفنادق وشقق في ارجاء وطننا والعالم. محكومون بالهرب من بيوتنا الى منافي قسرية او طوعية. محكومون بان نظل ملتبسي الهوية والدور.
- هل يبقى بيتنا الاصلي منزلنا او يصبح منزلنا اي مكان ننام فيه كما تقول اغنية ميتاليكا : Where I lay my head is home. الم يقل ابو تمام:
نقل فؤادك ما شئت من الهوى ما الحب الا للحبيب الاول
كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه ابداً لاول منزل
- وهل كل منزل له نفس القيمة عندنا. الم يقل المتنبي:
لك يا منازل في القلوب منازل اقفرت انت وهن منك اواهل
- هي جدلية بدون شك تلك العلاقة بيننا وبين منازلنا والاماكن التي نمر فيها. جدلية ترتبط بظروف كل شخص. ولكن بشكل عام نحن شريدو المنازل بامتياز. من هنا جمالية الرواية.
احسان المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق