- عادة اتحاشى منذ فترة التكلم والكتابة في السياسة اليومية اللبنانية وفي قذاراتها و اخبار نظامها الطائفي العفن وتفاصيلها من المحكمة والحكومة والسلاح و غيرها.
وعادة لا اتسمر امام شاشة التلفزيون لمتابعة البرامج السياسية اللبنانية وخاصة اذا كان "الشيخ سعد" يتكلم لانه يصيبني بالنعاس على الرغم من اداءه تحسن ربما بسبب "الرك على العربي" من قبل المستشارين.
لكن بالامس وبالصدفة اني شاهدت مقطع صغير من برنامج "بموضوعية" مع وليد عبود على شاشة اليمين اللبناني المر.تي.في. (ومن انسب من شاشة اليمين لللتهجم على اليسار).
لم يعنيني كل الكلام الذي قيل عن المحكمة والحكومة وغيرها.و لكن صودف ان المقطع الذي شاهدته قال فيه الحريري : «البعض في هذه الوزارة من العصر الشيوعي، الشيوعية انتهت وانتهينا منها». ( شفت الصدف يا حسني).
هكذا بكل بساطة حسمها الحريري او قل معلموه اليساريين السابقين. كلنا نعلم ان الشيخ سعد يخصع لتدريبات مكثفة من قبل مدربين محاولين ان يثقفوه بدل ان "يتسلى على البلاي ستايشن" كما يقول الرفيق اسعد ابو خليل.
وكلنا نعلم ان الهدف من الهجوم هو الوزير اليساري شربل نحاس لانه الوحيد الذي وقف بوجه الحريري في احدى جلسات الحكومة وقد لحقها تهديد من الحريري لنحاس بطريقة صبيانية :"اذا ما فرجيتك يا شربل ما بيكون اسمي سعد". ولان نحاس استهدف مشروع الحريري الاقتصادي في وزارة الاتصالات والمال وغيرهما. واستهدف دويلته من اوجيرو الى فرع المعلومات.
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم. ولربما يعتقد ان فلسفة الحريرية اعمق بكثير من الفلسفة الشيوعية. وعمر الحريرية في لبنان 30 سنة وعمر الحزب الشيوعي اللبناني 87 سنة. اما عمر النظرية الحريرية الاقتصادية ف 30 سنة فيما عمر الشيوعية يفوق ال 150 سنة. فباي حق يسمح الفيلسوف سعد بالتهجم على الشيوعية ويفتي بنهايتها.
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم عن الازمة الاقتصادية التي تصيب البلدان الرأسمالية وهي جزء من ازماتها المتكررة وعوارضها تظهر من اليونان الى اسبانيا والبرتغال.
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم ان هناك تياراً جارفاً في اميركا اللاتينية يحكم باسم اليسار و الشيوعية. هذا اذا استثنينا الصين و ما يصفه البعض بتحولاتها الرأسمالية .و اذا استثنينا الحركات اليسارية والمناهضة للعولمة والداعمة للمقاومة ( التي يكرهها سعد) و المنتشرة في كل بلدان العالم .
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم تاريخ الحركات الشيوعية العربية. لا يعلم ان شهيد الحزب الشيوعي العراقي فهد قال: " الشيوعية اقوى من الموت واعواد المشانق". ولا يعلم تجذر الشيوعيين في السودان برغم محاولات طمسهم واغتيال قادتهم من عبد الخالق محجوب و الشفيع وغيرهم . ولا يعلم مشاركة الشيوعيين التونسيين بقيادة الرفيق حمة الهمامي في الثورة على صديقه بن علي ولا الشيوعيين المصريين ابناء شهدي عطية على عمه حسني مبارك ولا الشيوعيين اليمنيين رافعي صور غيفارا و الذين حكموا اليمن الجنوبي على نسيبه علي عبدالله صالح ولا الشيوعيين السوريين على عدوه بشار الاسد ولا الشيوعيين البحرينيين على حلفائه الامراء الحاكمين.
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم نضالات الشيوعيين اللبنانيين من ايام فرج الله الحلو ضد الانتداب الفرنسي حيث يقيم ولا نضالاتهم لتاسيس الجامعة اللبنانية ولا نضالاتهم لحقوق العمال وقانون العمل بما انه يكره العمال و لا نضالاتهم لحقوق المرأة وهو وكتلته يتبجح بدفاعه عنها في وجه وزارة ميقاتي الرجالية ا(ذن فليسمح بتمرير قانون العنف الاسري بوجه دار فتواه).
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم انه لم يكن ليبني قصوره في قريطم ووادي ابو جميل لو لم يحرر الشيوعيين وكافة القوى المقاومة بيروت من رجس الاحتلال الاسرائيلي (حليف حلفائه). لا يعلم انه لولا دماء جورج قصابلي وجمال ساطي ولولا عبود ووفاء نور الدين ومئات الشهداء والاسرى والمقاومين لم يكن لينعم بحياة هانئة في بيروت. ويأتي ليرمي سهامه على المقاومة لانها اسلامية وشيعية.
نحن نعلم ولكن سعد لا يعلم. اذن فليعلم ان الشيوعية لن تنتهي الا عندما يهدم قصره المبني من دماء العمال والفقراء وعندما تنتهي الانظمة التي والاها من اميركا الى السعودية وعندما تنتهي الدماء في عروقنا وتتوقف عن النبض.
فليعلم. لن تنتهي الشيوعية حين يموت كبارها لان اطفالً يولدون وشباناً يصبحون شيوعيين.
ملاحظة : بالمناسبة ما هو موقف اليسار الديموقراطي و الحركة اليسارية اللبنانية والانقاذ وما موقف الياس عطالله ونديم عبد الصمد ومنير بركات وامين وهبي وغيرهم من نهاية الشيوعية. هل يوافقون على هذا الكلام واذا وافقوا هل سيغيرون اسماء احزابهم وايديولجياتهم من اليسارية الى الحريرية؟ هل يعلم سعد انه متحالف مع اشخاص يساريين؟