الجمعة، 25 يونيو 2010
الخميس، 24 يونيو 2010
حرقة
- متل رف الحمام عميدنة جامع
تفرقوا العشاق بين فيلتمان وجامع
طل يللي تحت جانحك كنت جامع
هالعنقود اللي فرفطوا الزمان .
- لا تواخذ اللي بيومك كان ناسي
التهى بحرب البافانا والديوك
قال مبارح تذكروا عاصي
وعصوت الشعب نسيوا يحيوك
عاصي وفيروز و زياد عراسي
لكن انت بتضل بالقلب ما محيوك
بيضل صوتك يهز الكراسي
ويخوف اصحاب المصاري والصكوك
ورصاص جمول دوى بمتراسي
وزرع وردة بجبال الباروك
و ببتغرين عم تدقدق جراسي
وبجنوب الشهادة بالدم بيفدوك
ووبيروت من ميل تعاسي
ومن ميل عيد لموسيقى الروك
عنا يا رفيق بيكرهو القداسة
لا تعتب عليهون ان ما ذكروك
كنت مفكر التوك باهل السياسة
لكن يبدو يا رفيقي منا وفينا التوك
احسان
السبت، 19 يونيو 2010
الذكرى الخامسة لإستشهاد جورج حاوي
الجمعة، 18 يونيو 2010
اليسار في التاريخ الاسلامي
الخميس، 17 يونيو 2010
اليسار كيف اضعتموه :في الرد على زياد ماجد
اليسار كيف اضعتموه :في الرد على زياد ماجد
- يقول كارل ماركس " التاريخ يعيد نفسه احياناً بشكل مأساة واحياناً بشكل مهزلة " . ويبدو ان هذه المقولة التي يعرفها القاصي والداني من اهل اليسار تنطبق ايضاً على بعض من يدعي اليسارية في لبنان .
- حركة اليسار الديموقراطي واصدقائها هي المثال الابرز لليسار الجديد هذا . واليسار الجديد هنا ليس يسار ماركوزه وسارتر وانتفاضة 68 بل هو يسار اقرب الى الليبرالية واليمينية منه الى كل ما يمت باليسارية بصلة .
- آخر الاخطاء كان ما قامت به مؤسسة سمير قصير التي تمنح جائزة صحافية لبلدان البحر المتوسط التي من ضمنها اسرائيل وذلك رضوخاً لطلب الاتحاد الاوروبي بصفته مسؤولاً عن الجائزة . وبعد ان قامت الناشطة السياسية يارا الحركة برفع دعوى ضد المؤسسة نظراً لان تعاملها هذا يقع في دائرة التطبيع . ظهرت ردود الافعال على هذه الدعوى وتساقطت التهم جزافاً بحجة التعدي على الشهيد سمير قصير . وقطعاً لسنا في هذا الصدد اي التعرض لقامة مثل الشهيد قصير بل بصدد الدفاع عن تاريخ سمير قصير الذي اوضح الكاتب فواز طرابلسي محاولات تشويهه بشكل كاف في مقالته في جريدة السفير ( سمير قصير اين اضعتك؟ السفير – الجمعة 4-6-2010 ) .
وبعيداً عن خطاب جيزيل خوري (في افتتاح "ربيع بيروت ") استوقفنا تحديداً رد زياد ماجد ( قيادي سابق في الحركة ) فهو يقول في مقالة بعنوان في التزوير والتخوين.. منشورة على موقع " ناو ليبانون " ان هذه الحملة تشي ب" تصفية حسابات يريد من خلالها البعض نقل ما يعتبرونه انتصارهم السياسي في لبنان (التالي لانتصار ميليشياوي دموي) الى الحقل الثقافي إنطلاقاً من "أخلاقيّات" يدّعونها ويمارسون باسمها حملات تخوين وتصنيف لخصومهم. "
لست ادري كيف تم نقل الصراع الميليشياوي الدموي الى الحقل الثقافي وللوهلة الاولى تخيلت ان الآنسة الحركة كانت مقاتلة على خطوط التماس في 7 ايار في بربور مثلاً. وهل يا ترى ان حزب الله هو من دفع بها الى تقديم الدعوى . لا بد انك يا رفيق زياد تخلط هنا كما تم الخلط سابقاً بين اليسار وحزب الله . فهل بنظرك مجرد دعم المقاومة ومعاداة التطبيع قد تجعل الشخص في صفوف حزب الله . من هنا الاتهام الجاهز دائماً للحزب الشيوعي بانه عميل وتابع للمحور السوري – الايراني . و ان صح هذا الاتهام فلما رفض الحزب في انتخابات 2009 وعارض حزب الله والسوريين بنقل فاروق دحروج من البقاع الغربي-راشيا الى بعلبك-الهرمل ولما تمارس بحقه التخوينات المختلفة في الانتخابات (من دون الرجوع الى تاريخ ووقائع معروفة دفعتك وغيرك الى الخروج من الحزب ). اما انتم وبناء على رغبة البيك وافساحاً في المجال للجنس العاطل انتقل الياس عطالله من الشوف الى طرابلس عام 2005 واليوم لا يجد نائب الحركة امين وهبي حرجاً من ان يتهرب من الانتماء اليها والالتحاق بكتلة المستقبل .
اما وضعك لكلمة اخلاقيات بين قوسين ففيها من الازدراء للكلمة ما فيها . على الرغم انك تعلم ان لا يسار يقوم من دون اخلاقيات ومبادئ يبدو انكم اضعتموها . وقد اكد وليد جنبلاط حليفكم السابق في خطابه الشهير في 2 آب انه خسر المبادئ وربح الانتخابات اما الحزب الشيوعي و حلفائه فربحوا المبادئ وخسروا الانتخابات .
ما اليسار يا رفيق بدون هذه اليوتوبيا الجميلة و الصعبة في آن ؟ ما اليسار بدون حلم سمير قصير في الحرية ؟ وما اليسار بدون حلم المقاومين في جمول بالتحرير والتحرر؟
نعم يفتخر هذا التيار الذي تصفه بالممانع باخلاقياته ومنها دعمه للمقاومة ففي حرب تموز حين قدم الحزب الشيوعي اثنا عشر شهيداً مع المقاومة الاسلامية ( التي يقال الكثير عن فئويتها واخطائها بحق اليسار وايديولوجيتها الدينية والاقتصادية ) كانت الحركة جزءاً من 14 آذار التي استضافت رايس حينما كانت قنابل العدو تهد بيوت الجنوبيين و امين سرها لام حزب الله على الاعتداء على اسرائيل .
ورغم ذلك لن نخون . ونقدر عالياً موقفك والكاتب الياس خوري اثناء الحرب عام 2006 . ولكن يا رفيق من الظاهر ان معجمك يحتوي على كثير من الالفاظ المرتبطة بالتخوين التي تسقطها على خصومك ولكن لم تنتبه لها من مثل : "تصفية حسابات" ، "تزوير موصوف" ، "الجهل والنفاق" ...
ثم على سيرة التخوين هل يصح ان يحصل 17 ايار ثقافي من دون ان يكون هناك رد عليه ؟ اعتقد ان تاريخ الياس عطالله كقيادي في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية حين ساهم في اسقاط اتفاق 17 ايار مع حلفائه قد يساعد في الرد على هذه السؤال .
اما تبرير التهمة بان الجائزة مقرة من البرلمان الاوروبي وبالتالي لا يمكننا تغيير الخريطة التي تعترف باسرائيل كدولة وبالتالي لم لا نعترف باسرائيل ؟؟ و الاعتراف سهل : ها هي مصر كامب دايفيد واردن وادي عربة و سلطة اوسلو ؟؟ تصور ان ينال الجائزة مثلاً عاموس عوز او غيره من الكتاب الصهاينة فهم بوسعهم المشاركة الآن ؟؟ اما اذا كان وجود الجائزة في لبنان يحصنها فلم لا تحصن زيادة بالغاء اسم اسرائيل من المرشحين لنيلها؟
- اما فيما خص الجدال الحاصل بين اسعد ابو خليل و جيلبر الاشقر فهو جدال داخل التيار اليساري الممانع عن قضية الحاج امين الحسيني بشكل رئيسي وتصوير الاشقر التروتسكي الهوى كأنه متهم محاولة فاشلة ولن ينقله الى صفوف الاعتدال ولمزيد من الـتاكد تراجع مقابلته في مجلة الآداب عدد 4-5 2010 حيث يشرع العلاقة اليسارية مع حزب الله مثلاً .
- اما نعوم تشومسكي فعلى الرغم الالتباس الحاصل في تأييده لاسرائيل علناً في مقابلته الاخيرة في عمان ( هل يتسع الامر للنقد في حالة كهذه ام لا ) فلا اظن انه اصبح من قوى الاعتدال والدليل لقائه بقادة حزب الله في زيارته الاخيرة .
- ونأتي الى مثال آخر على اضاعتكم لليسار وهو استضافة " عملاق الاقتصاد العربي " المليونير المصري نجيب ساويرس والذي تصفونه بصديق سمير قصير وحسناً وصفت محاضرته بالتسطيح الفكري . هل تعتقد ان ساويرس سيلعب دور المفكر سمير امين مثلاً ؟ اما وصفك مقالة صباح ايوب المعنونة " اهلاً بالتطبيع " (الاخبار 03-06-2010) بالمبالغة فنذكرك انك تهربت عن الرد على توصيفها ل "نجيب ساويرس الذي لا يخفي مشاعره تجاه إسرائيل، ولا علاقاته الشخصيّة مع بعض سياسييها ورجال أعمالها، ولا نشاطاته الاقتصاديّة فيها..."
وتهربت عن الرد على ساويرس نفسه الذي "أعلن أنه رأسمالي حتى العظم، يبغض «النظام الاشتراكي الشيوعي الشمولي»... واليسار «اللي ودّانا في داهية»! " . هل تكرهون نفسكم يا رفيق .
وهل يا ترى كان ساويرس صديقاً لسمير صديق حقاً . وانت يا رفيق ماجد تشكر الاوروبيين على تذكرهم لسمير قصير في حين نساه الممانعون !! كلا يا رفيق لم ننس سمير قصير وان اختلفنا معه في الموقف . اسأل اصدقاء الراحل جوزف سماحة واسأل الرفيق فواز طرابلسي واسأل كل اهل اليسار في لبنان .... اما الاوروبيون فلا اتوقع انهم يحبون ويحترمون سمير قصير اكثر مما نفعل ... كلامك هذا لم ينج من تبسيط ظللت ترمي به اعداء التطبيع .
- ولن نرد على مقالتك في جريدة السفير في الرد على فواز طرابلسي (حقاً كيف أضعتَه يا فواز؟ 11-06-2010) اذ نترك الرد للشخص المعني . ولكن جملة ملاحظات سريعة لا بد منها . اين اصبح المنبر الديموقراطي الذي ذكرته وحبيب صادق ايضاً وهو كان وسيبقى من اعلام اليسار في لبنان ؟ واين اصبح الكاتب الياس خوري الذي تفسر مقالاته في "القدس العربي" الكثير الكثير ؟ واين اصبحت انت بعد خروجك من الحركة وقيادتها ؟ يبدو ان الوثيقة السياسية التي تكلمت عنها قد بلت وشربت مائها يا رفيقنا..
- اوتلوم الرفيق فوازعلى قوله " إن مؤسسي اليسار الديموقراطي اختصروا الاستقلال اللبناني بالعداء لسوريا، وإنهم ليبراليون اقتصادياً يغازلون الطائفية " . و تعتز في موضع آخر بتأسيسك للحركة وهو موقفك الحر الذي نحترم ولكن يا رفيق لقد اضعتم الكثير من اليسار والديموقراطية معاً
- ففي الديموقراطية : اية ديموقراطية تنشدون ؟ هل هي ديموقراطية العمال التي تمر بديكتاتورية البروليتاريا ؟ ام هي ديموقراطية على النسق الاميركي وتباشيرها ظهرت في العراق والتي يشارك فيها الحزب الشيوعي العراقي بقيادة حميد مجيد موسى ؟ ام هي ديموقراطية ابو مازن وسلام فياض تحت الاحتلال ؟ ام هي الديموقراطية التوافقية للطوائف اللبنانية المستمرة من 1943 والتي لم ولن تنتج وطناً ؟ ام هي ديموقراطية آل الحريري الذين يسيطرون على كل مفاصل السياسة في لبنان والذي انضوى اليسار الديموقراطي تحت لوائهم ويكاد يبزهم في المواقف والآراء؟ اذا طالبنا بالديموقراطية في سوريا وايران ( وهما مطلبان محقان ) فلما لا نطالب بها في السعودية الوهابية ومصر الساداتية ؟
- اما في اليسار: فاي يسار ؟ هل هو يسار اممي ( كما وصف زياد الرحباني الحركة تهكماً ) ؟ هل هو يسار يؤمن بالصراع الطبقي ام انه لا وجود لهكذا صراع في لبنان في ظل حكم آل الحريري (الحلفاء الوثيقين للحركة ) و بقية ارباب النظام اللبناني ؟ اين هذا اليسار من حقوق العمال ام بالامكان اهمالها و نسيان الخصخصة وباريس 3 فداء لعيون السنيورة الذي حوصر في السراي من قبل المحور السوري – الايراني؟ وهل من يسار عنصري ؟ و هل يبرر العداء للنظام السوري الشعارات والتصرفات العنصرية بحق العمال السوريين مثلاً وهل يبرر ارهاب فتح الاسلام دعم الجيش اللبناني في تدميره لمخيم نهر البارد على روؤس الفلسطينيين ( بعد ان هرب قادة فتح الاسلام )؟ واين هذا اليسار من حقوق العمال الاجانب عامة ؟ هل رأيتم يساراً طوائفياً يتنقل بين المرجعيات الدينية مثلاً ؟ ثم اين اليسار من الاصلاحات وهل تكتمل بتصويت امين وهبي ( الذي لم يعرف لحد الآن ان كان نائباً عن الحركة ام عن تيار المستقبل ) ضد قانون تخفيض سن الاقتراع؟ ام تراه يسار يخاف من الديموغرافيا على الديموقراطية الفريدة من نوعها ؟
- يحق لنا يا رفيق ان نسأل عم اضعتموه و يحق لك ان تسأل عما اضعناه ...و اخيراً نوجه دعوة لك و لكل الرفاق في اليسار الديموقراطي وباقي الحركات: حان الوقت لوقفة حق ومراجعة نقدية لهذه المسارات المختلفة . و لماذا لا يكون الحل بجبهة يسارية جديدة تتفق على عناوين واحدة وبرنامج عمل وتلتزم بتنفيذه على اساس الاخلاقيات التي ما انفكيتم تنتقدونها (على الا تنتهي هذه الجبهة كما انتهت اليه تجربتا اللقاء اليساري التشاوري والتحالف الوطني التقدمي ) ؟ ونعرف انك و رفاق آخرون تتمتعون بثقافة عالية وكفاءات علمية من المعيب ان تهدر في سبيل الطوائف ؟ تعالوا للتوافق على مشروع جديد ينهل من برنامج الحركة الوطنية السابقة ويعدل ما يجب تعديله ؟ و كفانا تنكيلاً بجسد اليسار المنهك الذي يجدر بنا ان نستنهضه وفاء لكل الشهداء من فرج الله الحلو الى جورج حاوي ومن مهدي عامل الى سمير قصير.
سامي خوري
احسان المصري
السبت، 12 يونيو 2010
شك
الثلاثاء، 8 يونيو 2010
بلاسيبو: لا أهلاً ولا سهلاً بكم في لبنان!
بلاسيبو: لا أهلاً ولا سهلاً بكم في لبنان!
في 5 حزيران 2010 (ويا للمصادفة الغريبة!)، قدّمتْ فرقة بلاسيبو البريطانيّة لموسيقى الروك عرضاً موسيقياً في تل أبيب، وتحديداً على أراضي معرض تل أبيب. وبحسب صحيفة الجيروزالم بوست فقد حضر المهرجان 7000 مشاهد. ويوم الأربعاء، 9 حزيران الجاري، من المقرَّر أن تعزف الفرقة في لبنان، وذلك في فوروم بيروت. فما هو اعتراضُنا على هذه الزيارة، كلبنانيين وفلسطينيين، بل (والأهمّ) كأناسٍ يرفضون التمييزَ العنصريّ والاحتلالَ والظلم؟
1) هناك فرق أوروبيّة وأميركيّة متزايدة ترفض أن تقيم حفلاتها أو تلغي هذه الحفلات في الكيان الصهيونيّ رفضاً لجرائمه ضدّ الشعب الفلسطينيّ. ففي الشهور القليلة الماضية ألغى كلٌّ من كارلوس سانتانا وألفيس كوستللو (من بين آخرين) حفلاتهما هناك احتجاجاً على السياسات الإسرائيليّة. وفي الأسبوع الماضي ألغت فرقتان موسيقيتان، هما غوريلاز وكلاكسونز، عروضهما استنكاراً للمجزرة الإسرائيليّة الأخيرة على أسطول الحريّة. ومثلهما فعلتْ فرقة بيكسيز (التي كان من المقرّر أن تقدّم عرضها في 9 حزيران). هذا، وكانت مجزرةُ أسطول الحريّة قد دفعت بالعديد من النقّابات العمّاليّة والأكاديميّة، فضلا عن مئات المثقفين والأكاديميين والكتّاب، إلى مقاطعة الكيان الصهيونيّ أو المطالبة بذلك: فنقابات عمّال الميناء السويديين قرّرتْ منعَ تحميل أو أفراغ حمولة أيّ سفينة إسرائيليّة ترسو في موانئ السويد بين 15 و24 حزيران. وطالبت الكاتبة الأميركيّة الشهيرة أليس ووكر بتبنّي حملة "مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها" (بي. دي. أس) بوصف ذلك العمل واجباً أخلاقياً. ومثلها فعل الكاتبُ السويديّ الشهير هنينغ مانكل (الذي كان على أسطول الحريّة)، والكاتب البريطانيّ المرموق إيان بانكس.
من الواضح أنّ بلاسيبو تعتبر المجازرَ وأعمالَ الظلم غيرَ ذاتِ صلةٍ بعرضها الموسيقيّ! وهذا ما لا نؤمن به، نحن أنصار مقاطعة "إسرائيل" في لبنان، بل نقول إنّ كلّ فرقة موسيقيّة (أو غير موسيقية) لا تكترث بالتمييز العنصريّ والاحتلال والظلم هي بالضرورة متواطئة في التغطية على الظلم، ومن ثم فهي غيرُ مرحّب بها في لبنان.
2) إنّ جرائم إسرائيل لم تبدأ في 31 أيّار 2010 حين هاجمتْ دولة الكيان الغاصب أسطولاً يحمل المساعدات الإنسانيّة، فقتلت 9 أشخاص وجرحتْ 43 آخرين وخطفتْ مئات المدنيين وسرقتْ مساعداتٍ تقدّر بملايين الدولارات. بل إنّ جرائم إسرائيل ضدّ الفلسطينيين واللبنانيين والعرب عامّةً بدأتْ، كما نعلم، قبل عقود متتالية. ولقد سبق للمجتمع المدنيّ الفلسطينيّ عام 2005 أن دعا إلى مقاطعة الكيان الصهيونيّ، واعتبر كلَّ من يرفض ذلك متواطئاً مع الاحتلال والأبارتهايد، وساعياً إلى "تبييض" صفحة الجرائم الإسرائيليّة. لذا يرفض الموقّعون أن يَعتبروا دولة إسرائيل العنصريّة الصهيونيّة المحتلّة كياناً "طبيعياً وعادياً" في المنطقة، ويرفضون أن يكون من الأمور "الطبيعيّة"ً أن تقوم فرقةٌ ما بـ "جولة طبيعيّة" في "الشرق الأوسط". ولمّا كان عرضُ بلاسيبو مع الكيان الغاصب قد تقرّرتْ إقامتُه قبل عرضها في لبنان (على ما يبيِّن موقعُها الإلكترونيّ فضلا عن الصحف)، فإنه كان ينبغي على منظّمي عرضها في بيروت ألاّ يدعوها إلى لبنان أصلاً، لا أن يتباهى السيد جهاد المرّ، رئيسُ الجهة المنظّمة، بأنّ أعضاء الفرقة يجلسون إلى جانبه في السيّارة (السفير، 7/6/2010). ولكنْ حتى لو كان عرضُ بلاسيبو أو أيّة فرقةٍ أخرى قد تقرّر أن يُعرض في "إسرائيل" بعد عرضه في لبنان، فقد كان لزاماً على منظّمي عرضها في لبنان أن يلغوه، كما تفعل المؤسّساتُ والمهرجاناتُ الثقافيّة الفلسطينيّة التي تطالبنا جميعاً بذلك. على الفِرق الموسيقيّة أن تختار: إمّا أن تعزفَ في لبنان، وإما أن تعزف في دولة الكيان الغاصب، لا في البلدين معاً. وعلى المنظّمين في لبنان أن يدركوا ذلك هم أيضاً. إنّ التعامل مع هذه المسألة وكانها أمرٌ "عاديّ" أو "طبيعيّ" إنما هو انتهاكٌ صارخٌ لقانون المقاطعة في لبنان.
لفرقة بلاسيبو، ولفوروم بيروت، نقول بالفم الملآن: لا تطبيع مع الأبارتهايد، لا تطبيع مع الاحتلال، لا تطبيع مع الجرائم!
ولفرقة بلاسيبو، ولفوروم بيروت، نقول جهاراً نهاراً: الأمر ليس "موسيقى فقط". إنّ التعامل مع الانتهاكات وكانها أمرٌ طبيعيّ هو قبولٌ بها، وتواطؤٌ معها، تماماً كما كان الأمر في زمن الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. أما نحن فنرفضها ونشجبها، مثلما فعل ويفعل مئاتُ الموسيقين والنقابيين والأكاديميين والرياضيين والعلماء في كافة أرجاء العالم.
أخيرا، إذا كان من بيننا من لا يزال يشكّك في تواطؤ بلاسيبو مع المجرمين الصهاينة، فليستمعْ إلى تعليق برايان مولكو، المغنّي الأساسيّ في الفرقة، على ملاحظة وجّهها إليه صحافيّ إسرائيليّ (راجع:
http://www.guardian.co.uk/music/2010/jun/07/pixies-cancel-israel-gig(
. فقد قال الصحافيّ قبيل العرض في تل أبيب: "من المهمّ دعمُ إسرائيل هذه الأيّام"، فقال مولكو مازحاً (...): "أفترض ذلك... إذا قرّرتَ أن تركبَ البحر!"
"It's important to [endorse] Israel these days," an Israeli journalist remarked in a pre-concert interview with Placebo. "I suppose so," joked frontman Brian Molko, with an awkward laugh, "You know, if you decide to go sailing."
وذلك مزاحٌ أقلُّ ما يقال فيها إنه حقيرٌ ويستهتر بأرواح الضحايا الذين سقطوا في المياه الدوليّة في أسطول الحريّة.
الموقّعون:
مجلة الآداب، حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، الحملة اللبنانيّة لمقاطعة الصهيونيّة، حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (لبنان)، مركز حقوق اللاجئين – عائدون.