يوم 30-03-2010 ورد الخبر التالي في وكالات الانباء :
"ذكرت قناة "الجديد" ان ادارة المحطة قررت تأجيل موعد بث الفيلم الذي كان سيعرض الليلة على شاشتها الصغيرة، الفيلم للمخرجة رندا الشهال واسمه "طيارة من ورق" اثار حزازيات طائفية اكثرها عن طائفة الموحدين الدروز. وذكرت المحطة ان مجموعة من الشباب طوقت منزل رئيس مجلس الادارة تحسين خياط في دوحة الحص مهددين بعزل القناة ."
لو ان ما حصل كان سنة 1820 لكنا اقتنعنا بالموضوع اكثر . ولكن الغرائز يبدو انها لا تزال مسيطرة على العقل.
فيلم تم عرضه في السينما و موجود في السوق اللبنانية وبامكان اي كان شرائه . الآن ادركت الغوغاء ان الفيلم خطير . فيلم يهدد الامن القومي الدرزي ( وكأن كل طائفة بات لها امنها القومي ) .
طبعاً اي من هؤلاء الذين طوقوا منزل تحسين خياط لم يشاهد الفيلم . لانهم لو شاهدوا الفيلم لادركوا ان المخرجة تنقل واقع معاناة الدروز بالامس واليوم في الجولان و الجليل وحاصبيا .وهي تفضح قوات الاحتلال الاسرائيلي.
لماذا اذن التظاهر ؟
هي محاولة اخرى من التحالف اليزبكي – الجنبلاطي الابدي المستور تارة والمعلن تارة اخرى على التصدي لاي محاولة لاخراج الدروز من شرنقتهم . هي محاولة لابقاء سيطرة زعامتهم على هذه الطائفة والمدعمة بسلطة رجال الدين. تماماً كمحاولتهم لمنع اختراق احزاب اخرى لثنائيتهم كتيار التوحيد بحجة ان وئام وهاب سوري - ايراني و محاربة النزعات العلمانية القومية والشيوعية . هي محاولة للدفاع عن خصوصية الدروز وكأن الدروز يعيشون على المريخ وكأنهم ما زالوا في القرن التاسع عشر .
كفاكم كذباً ونفاقاً ،
واتجه تحديداً الى من يستعمل عقله وهو المقدس ابداً ودوماً لا الى من تحركه الغرائز .
تريدون الدفاع عن حرية و كرامة الدروز هاكم ما العمل :
1- اوقفوا المتاجرة باموال الوقف الدرزي الذي لو وزع على العائلات الفقيرة والمناطق المحرومة في الجبل و وادي التيم لاغنى الدروز عن النزوح و الهجرة .
2- ادعموا الصامدين من عرب 48 وتحديداً الذين يرفضون الخدمة العسكرية ام انكم فخورون بمن يرفع علم اسرائيل في المجالس والخلوات الدرزية . ولا اظنكم فخورين بايوب القرة في حزب الليكود ومجلي وهبي في كاديما ام بحمد عمار في اسرائيل بيتنا . يا مهزلة ما بعدها مهزلة نائب درزي في حزب للمهاجرين اليهود الروس .
3- كان يجب ان تتظاهروا يوم اعتدى الاسرائيليون على العمائم البيض وعلى مشايخ الجليل الذين ادركوا حرمانهم وتمييزهم اخيراً ( كانوا يظنون ان الاسرائيلي الذي يصف العرب وباقي الاجناس بالكلاب سيعاملهم كما يعامل اليهود ). هبوا وان متأخرين بوجهه فقمعهم وعاملهم كما يعامل اخوانهم الفلسطينيين.
4- ارفضوا مصالحة من دنس مسجد الامير عبدالله وارتكب المجازر من المتن الى الشحار ولا تزغردوا وتصفقوا له وترفعوا اعلامه .
5- دافعوا عن دينكم الذي يهان من قبل مشايخ الوهابية واوضحوا الحقائق للعالم . لمن يعلم او لا يعلم مشايخ الوهابية يذيعون الشائعات المكرورة والمعروفة عن كفر وفسق وخطورة الدروز وباقي المذاهب الشيعية ( من العلويين الى الاثنا عشريين ومن الاسماعيليين الى الزيديين ) ماذا فعلتم لتدافعوا . ام ان مجرد ابانة سطحية لحقائق المجتمع البسيطة هي ما حركت غرائزكم. تظنون ان التقية قد تنفع في القرن الواحد والعشرين .
واذكركم بقول لسيدنا ابو ذر الغفاري : " عجبت لمن لايجد قوتاً في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه". فانتم لاتجدون القوت في البيت فتخرجون شاهرين سيوفكم ولكن في المكان الخطأ اشهروها بوجه من ينهب ويسرق رزقكم .
لن ازيد اكثر ولكن اقول رحمة الله على شكيب ارسلان و كمال جنبلاط وسلطان باشا الاطرش . اعتقد انهم يتقلبون في قبورهم قهراً على افعالكم الشنيعة .
و ختاماً مجموعة تحيات :
1- تحية الى روح المخرجة رندا الشهال وكم نفتقد في ايامنا افلاماً كهذه لتلقي الضوء على المكبوت في مجتمعنا .
2- تحية الى روح المناضل داوود التركي من حيفا .
3- تحية الى الشاعر سميح القاسم .
4- تحية الى عميد الاسرى سمير القنطار .
5- تحية الى رافضي الخدمة الالزامية في جيش الاحتلال .
6- تحية الى كل الشهداء والاسرى من شهداء الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي ( هل ما زال العلم الفرنسي مرفوعاً في المختارة ) الى شهداء الحركة الوطنية والمقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان .
احسان المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق