الأحد، 26 أبريل 2009

حب سادي


- بعيدة ، بعيدة ،

سنون من الجفاء 
وانت بعيدة ، 
وانا اتخبط في مستنقعات الضلال .
- صامتة ،
اجيبيني ،
بدلت وطني من أجلك ،
وغيرت جواز السفر
وانت صامتة .
تهمسين بنثرك الغامض ،
على صفحات الجرائد .
- سادية ،
و ضفائر شعرك تلك،
التي ذبحتني وقطعت اوردتي ،
تحتل الضفة اليسرى من دماغي ،
وتخترقين الحلم ، 
غير عابئة بالارق الذي تسببينه ،
لمهووس بسواد عينيك

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhEgfc_AZkI0G7E-CI3_X67HduELbyLzE0i7KcFAqgTuY0eIl7cEBGZ-wU708EmYye7S0w9POX76pAKiiSevGLDcV1zhSApo1FOVGPHjtnsf7uS0Zk6xswguGUDw2chfrdJqYnobUSnTXux/s1600/download.jpg

- خائنة ، 
أراك يا كابوسي الاوحد ،
ترتشفين القهوة مع عشاقك الكثر ، 
وانا اطفئ السجائر في جسدي ،
لاخمد لهيبك .
- كاذبة ،
وعدتني بصيف حار ،
واوراق ربيعك ما زالت يانعة ،
- اجيبيني ،
لعنتك كل الملائكة ،
أريد جواباً الآن 
قبل ان يداهمني الشيب 
وافقد الليبيدو .
- سحقاً لك ،
أنزعك من مخيلتي عند الغسق ،
فلم ، بحق الجحيم ،تعودين عند الشفق ،
ارميك يومياً في سلة المهملات 
كما يرمي الشاعر اوراقه القديمة ،
ولكنك تسكنين الرأس المجنون
- نسيت ان اخبرك ،
من شدة ولهي بك ،
سأدخل مركزاً للتأهيل ،
مع مدمني المخدرات والكحول ،
وحين سأخرج معافياً ،
اعدك بان تلك الضحكة ، 
التي كنت تخاتلينني بها ،
لن تجدي نفعاً .
سأبحث عن ابعد بيداء،
لاقتلعك من جسدي ،
سحقاً لك ..........


السبت، 25 أبريل 2009

غنّية عاطفية 1

رفضت جمالها دون أن أنهار كالاتحاد السوفياتي

أخطأ أبو تمام حين قال «ما الحب إلا للحبيب الأول»، فحبيبتي الأولى لم تدم علاقتي بها لأكثر من يوم واحد. يوم واحد كان كافياً لأكتشف مزاجها المتقلب كتحالفات الطوائف وزعمائها في لبنان. هي في حيرة دائمة من أمرها إلى حد العبث الذي أدى بألبير كامو إلى قتل العرب روائياً وتفضيله الديموقراطية الإسرائيلية على الديكتاتوريات العربية. لكن إبائي الذي يشبه رفض سارتر جائزة نوبل للآداب، جعلني أرفضها رغم جمالها الفائق، من دون أن أنهار كالاتحاد السوفياتي.
في يوم واحد، دعتني للقاء رفيقها الرجل الفارع الطول، تماماً كما دعا سعيد عقل الشعب اللبناني لملاقاة الاحتلال الإسرائيلي. لكني رفضت بعناد ذلك الشيخ العراقي من الموصل، وهو من القلائل الباقين من حزب فهد بعدما انشطر إلى تجمعات ملوّثة بالتبعية. عندها راحت تنشر عني بروباغندا مغرضة على طريقة غوبلز، ظناً منها أنني مكبّل اليدين كحنظلة، إلى حين تعود فلسطين، متناسية أن ناجي العلي كان يقضّ مضاجع أجهزة الاستخبارات حتى اغتالته، واغتالته مرّتين، إذ دفعت به إلى أن يصبح أيقونة، تماماً مثل غيفارا الذي تنشر العولمة صوره بقصد جعله مبتذلاً وبضاعة رائجة تبيعها كما تبيع إعلانات الكوكاكولا والبورنوغرافيا.
في يوم واحد، حاولت أن تغريني (رغم أنها ليست بدلال هيفاء وهبي)، كما يروّج الأميركيون السيدا والمخدرات في أحياء هارلم المكتظة بالراب. لكنني رفضت أن أتعاطى معها كوكايينها، فأنا، رغم كل شيء، أعشق السيجار الكوبي، كما أفضل فنجان الشاي على كأس «شيفاس»، فهو أرخص وألذّ طعماً، وتناوله لا يسبغ علي تهمة التعامل مع العدو.
وفي يوم واحد أيضاً، قررت أن أقطع علاقتي بها نهائياً، كما اعتكف أبو العلاء عن النساء واللحوم، وذلك قبل أن تولد مريم نور بزمن طويل.
ملاحظة: هذه الشذرات ليست مقتطفات من كتاب لريجيس دوبريه، إنها محض خيال.


الاخبار عدد السبت ٢٥ نيسان ٢٠٠٩