ها نحن في اليوم الثاني عشر من الثورة ( يمكن ان نسميه حراكاً او انتفاضة - المهم المضمون) وفي اثنا عشر يوماً مررنا بكثير من التحولات كأنها سنوات تمر.
ما حفزني على كتابة هذه التدوينة هو التأريخ لمحاولات حصار هذا الحرك الشعبي وقطفه. بالاضافة الى بروز هجوم من مؤيدي الممانعة على الحراك الشعبي مترافقاً مع اتهام بالعمالة وتلقي التمويل من السفارات و من جمعيات اميركية.
أولاً، نحب أن نذكر ان هذا الحراك هو حراك مطلبي اساساً ، انطلق من نقمة شعبية على سياسات اقتصادية متوالية منذ ثلاثين عاماً وهو حراك استهدف كل الطبقة السياسية الحاكمة. وكان جمهور حزب الله الذي يعاني كغيره من جماهر ألاحزاب مشاركاُ في الحراك في الايام الاولى مع قطع طرقات في الضاحية وطريق المطار وحارة الناعمة وغيرها... ماذا حصل كي ينسحب جمهور الحزب.
الذي حصل ان القوات اللبنانية حاولت ركوب الموجة بعد استقالة وزرائها، وان كانت هذه المحاولة فاشلة فانها قد دفعت ببعض الشعارات الى الظهور مثل اضافة "نصر الله واحد منن" الى شعار "كلن يعني كلن" بالاضافة الى الشعارالشاتم لجبران باسيل. أما سامي الجميل، سليل عائلة المشايخ و النواب والوزراء والرؤساء فقد بات ثورجياً في آخر هذا الزمن.
الاجابة الأولى هي للقوات والكتائب كأحزاب كان منذ البداية "اطلعوا من الخندق"، فأنتم جزء من هذه الطبقة السياسية التي يثور عليها الشعب، انتم مكدسين للأموال ومشاركين في الفساد.
ثانياً، أدى دخول القوات الى استنفار العونيين بما بين الاثنين من عداوة تاريخية لتصوير الحراك كأنه قوتجي حصراً وكأن أبناء صور وبعلبك وطرابلس قواتيين. وكان هناك تشويه ممنهج للحراك من قبل العونيين.
وكان اول من اطلق اتهامات بالتمويل من جورج سوروس وهو ملياردير اميركي من اصل هنغاري يهودي هو الملحن البذيء سمير صفير.
ثالثاً، لم يكن خطابا السيد حسن نصرالله الا ليزيدا الطين بلة خاصة أنهما ترافقا مع اعتداءات من جمهور الثنائي الشيعي على متظاهرين من صور الى النبطية وصولاً الى رياض الصلح. على اثر الخطاب وطلب السيد من جمهور الحزب الانسحاب بدأ هجوم ممنهج من قبل صحفيين وجمهور المقاومة على الحراك، بلغ ذروته اليوم مع اتهامات بتمويل من سفارات ومن جمعية "اوتبور" .
في الرد على هذه الاتهامات أولاً لا يزال الكثير من مؤيدي المقاومة متواجدين في الشوارع ، أما الانسحاب السياسي فهو خطأ تكتيكي سيتيح للأحزاب الأخرى استغلال الموقف.
ثانياً في ظل تعقيد المشهد اللبناني، أيمكن ان ننفي ان الحراك سيكون معرض لتدخل جهات سواء فضلو خوري وجامعته الاميركية او غيرهم لالقاء خطابات واطلاق شعارات ضد حزب الله. ومن قال اننا نوافق على دخولهم الفج. ومن قال اننا نوافق على دخول القوات والكتائب كأحزاب ومن قال اننا نوافق على بعض مظاهر الحراك من الشتائم الى سهرات السمر في بعض الساحات. ومن قال اننا نوافق على الاستغلال الاعلامي من قبل بعض المحطات للحراك. ولكن كل هؤلاء هم جزء من المشهد اللبناني الذي يدرك حزب الله وغيره صعوبة التعامل معه فكيف الحال بحراك هو حتى الآن من دون قيادة موحدة.
ثالثاً في الاتهامات الموجهة للحراك بما فيها من اجحاف، هل من حاجة الى أن نذكر من هو الحزب الشيوعي اللبناني وتاريخه في المقاومة (هل يتيح العداء للحراك الاعتداء على أمهات شهداء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من قبل بعض الزعران)، هل من حاجة للتذكير بان نائب الشعب أسامة سعد مشارك في الحراك أيضاً الناصري أبن معروف سعد، هل من حاجة للتذكير من هو شربل نحاس ومن غدر به سوى العونيين لأنه رفض سياسات الحريري الاقتصادية في الحكومة. هل من حاجة للتذكير بأن جمهور بعلبك وصيدا وصور والنبطية هو محتضن المقاومة تاريخياً. انسيتم كل الشعارات التي اطلقها هؤلاء واعتصاماتهم امام مصرف لبنان من اجل جملة شعارات من مجموعات قليلة. الشعارات ضد رياض سلامة . و سمير جعجع صهيوني مثالاً. لم تروا حين هتفت طرابلس لجورج ابراهيم عبدالله.
حين تتهمون هؤلاء لا تنسوا مع من انتم متحالفين:
مع جبران باسيل الذي صرح على قناة الميادين انه لا يعترض لا على السلام و لا على التطبيع
مع زياد اسود الذي دافع عن الفاخوري معذب الأسرى المقاومين في سجن الخيام ( هل بات طبيعياً ان تتهجم مواقع مؤيدة للحزب على الاسير انور ياسين)
هل جوزف ابو فاضل الاسلاموفوبي و حبيب يونس القيادي في حراس الارز هما من اعمدة الممانعة.
كفى هذه السياسات الملتوية، هل نذكركم أنكم في آخر انتخابات 2016، جمهور المقاومة انتخب في بيروت عن المقعد الانجيلي القس ادغار طرابلسي (أيضاً من قياديي حراس الارز) وتم ازاحة مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد عن هذا المقعد.
اما في خص دعم وليد فارس، مستشار ترامب اليميني القواتي فهو مردود له. ولكن فارس هذا كان هو من قدم الدعم للجنرال عون في فترة قرار ال 1559 وليس حنا غريب.
على سيرة حنا غريب، الم تتكتل كل قوى السلطة لاسقاطه نقابياً. لقد تحالفتم نقابياً مع القوات والعونيين والمستقبل والاشتراكيين، وكنتم معهم في كل الحكومات ولم يكن هذا الشعب الموجود في الحراك في الحكومة.
فلنقفل دفاتر التاريخ لاننا في بلد صغير وكلنا نعرف بعضنا البعض.
اتمنى انكم من أجل مآرب سياسية لن تكونوا مستعدين للتضحية بالحريصين على المقاومة عقائدياً من اجل حفنة من الانتهازيين ومتسلقي المناصب المتقلبين.
نتمنى للحراك أن يستمر بعيداً عن فضلو خوري و سمير جعجع وسامي الجميل ووليد فارس ولكن ايضاً بعيداً عن الهراوات والتخوين، حتى اسقاط النظام الطائفي و الاقتصادي القائم على النهب.